..
الحركة الجهادية والإخوان
لفضيلة الشيخ أبى أحمد عبد الرحمن المصرى حفظه الله
يقول سيد الشهيد (ليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان، إلا أن نستكمل حقيقة الإيمان. ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك.. ومن حقيقة الإيمان أن نأخذ العدة ونستكمل القوة. ومن حقيقة الإيمان ألا نركن إلى الأعداء؛ وألا نطلب العزة إلا من الله.
إن قاعدة المعركة لقهر الباطل هي إنشاء الحق. وحين يوجد الحق بكل حقيقته وبكل قوته يتقرر مصير المعركة بينه وبين الباطل. مهما يكن هذا الباطل من الضخامة الظاهرية الخادعة للعيون.) وكان سيد الشهيد أول من واجه فكر الإخوان وبين بما لا يدع مجالا للشك بل القطع كل القطع في أنه لا بد من المفارقة وعدم مسايرة الباطل ولو في خطوة واحدة وإن الالتقاء مع أهل الباطل في أول الطريق كالالتقاء معه في منتصف أو آخر الطريق وان الالتقاء ولو بدأ يسيرا فسرعان ما يتسع الخرق ويصل الى نهايته، ومن ثم لا بد من المفاصلة والبيان والفرقان والمواجهة والمحافظة على ذلك ،وقد قامت بواجب المفاصلة الحركة الجهادية في العراق وكذلك الحركة الجهادية في الصومال وكذلك في الشيشان وفي أفغانستان وبالرغم من ذلك الا انا وجدنا موقفا مختلفا في مصر وفي الأردن وفي غزة وقد قامت مواجهات في مصر وغزة في تلك الفترة الماضية بعضها ما زالت مستمرة
متناقضات الباطل لا تتفق مع الشرع ولا العقل ولا الفطرة السوية ،ففي الوقت الذي تتوقف فيه السلفية الجهادية عن حرب حماس والجيش المصري ،تسن العلمانية حرابها ضد النظام في مصر واليهود ضد حماس ،ومع سلم الطائفة المجاهدة لهم ومع حرب الطوائف الكافرة لهم نجدهم يقفون في صف الأعداء ضد الحركة الجهادية
فكلا من حماس ومرسي اختار العلمانية فما تركتهم العلمانية بل حاربتهم ، فها هي قطعان وجرذان الصهيونية تهاجم حماس في غزه ،فتقتل قائد من قوادها الكبار وحملة ضد أهالي غزة قتل فيها العشرات وجرح فيها المئات وهي تسعى للتوحد مع منظمة العمالة الفلسطينية ،وها هي العلمانية تقف متظاهرة ضد مرسي لخلعه نهائيا،بإشعال ثورة ضده من العلمانية المجردة لإعلان دستوري جاء على غير هواهم ،مؤامرات وحروب بالرغم من انسلاخ كلاهما من الدين وولاؤهما للكفر والكافرين ودخولهما في صفه وحزبه ضد الطائفة الظاهرة ،
، ،فهم بين حربين واحدة تهدد حماس والأخرى تهدد مرسي ، وهي حرب بين طرفين علمانيين أحدهما تستر وراء الدين وراء لافتات كاذبة مرسي ومن معه والثاني تعرى من تلك اللافتات حتى صار عاريا من كل شيء الا من العلمانية ،مع إن العلمانية كانت تمثل تلبيسا في الفترة السابقة بالنسبة للأمة من خلال تلك الحركات التي أعطتها الشرعية ثم حلت تلك الحركات محلها الآن ،وصارت هي الأخرى تمثل وتمارس تلبيسا جديدا بالنسبة للأمة ، فكلاهما يمضي في طريق العلمانية البغيضة أحدهما بخبث وتستر وتقنع والآخر يمضي بعري تام متعريا من كل مظهر للإسلام كاشفا وجهه الحقيقي بتبجح ووقاحة، وحماس تواجه عدوا كافرا كفرا أصليا وكذلك منظمة التحرير العلمانية ،ومع ذلك وجدنا دعوات للالتقاء وتوحيد الجهود لمواجهة اليهود أو لمواجهة العلمانيين في مصر ، وكلاهما يستند زورا وبهتانا إلى السياسة الشرعية التي تقضي بدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما ولوجود بعض الباطل من خلال الانحراف في المفهوم عند بعض الحركة الجهادية نجد التخبط والتناقض من خلال النظر إلى مرسي وحماس ،فبالرغم من كون كلا من مرسي وحماس يمثلان الكفر ،فالحركة الاسلامية في كلا من غزة ومصر وقفت بجوارهما كأنه لا طريق لها إلا من خلالهما مع إنها كان من المفروض في حقها أن تنتهز تلك الفرصة وتعزز من منهجها وعقيدتها ،والبعض يرى ضرورة تبني حماس ومرسي للإسلام كمشروع حضاري عقيدة وشريعة ودولة ضاربين بواقع كلا منهما عرض الحائط من اختيارهما للمشروع العلماني الذي يمثل العمالة وكونهما جزء من المشروع العالمي لحرب الاسلام وكأن الإسلام لن يطبق إلا من خلال الطريق العلماني ،وهذا اللقاء يعبر عن خلل في جانبين أساسيين الأول تمييع في العقيدة والثاني تمييع في المنهج
فبالنسبة للتصور فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن تحكيم شرع الله والقتال عليه هو الاسلام وما يضاد ذلك هو الكفر، وجمهور الفقهاء يقولون أن حكم الدار يكون بغلبة الأحكام، ومن هنا فالدار دار كفر لغلبة أحكام الكفر والأمان فيها غير قائم على الاسلام بل على الكفر وحربها قائمة على ذلك ، والنظام الذي يتحاكم الى شرع غير شرع الله ويوالي ويقاتل عليه كافر لا يمكن اعتباره مسلما لأن هذا مخالف لإجماع المسلمين ومن ثم ينبغي اعتزاله وحربه لاجتثاثه من الأرض ، وهذا ينطبق على مرسي كما ينطبق على حماس كما ينطبق على العلمانيين وكذلك اليهود غير أن كفرهم كفرا أصليا ويتغلظ كفر الردة عن الأصلي ،وتختلف الأحكام المبنية عليهما ،فهل يقول أحد أن الكفر البواح أصبح هو الإسلام ،أو أن النظام كافر أما القوة التي تحميه ككتائب القسام ذراعه العسكري التي تحميه أي جنوده مسلمين أو أن كلاهما كافرا إلا أن أفراد الحركة ليسوا كذلك ويوضح حقيقة تلك القوى أحد رموز التيار الجهادي في غزة بالرغم من خلافه لما وصفه فيقول ( (إنّما هم الذين حملوا علينا من البداية و بدأوا يحاربوننا بكلّ ما أوتوا من قوّة ، ولا تفتأ إلا وتراهم يهاجموننا في كلّ محفل ، و بما أنّ الأخ قد جمع بين عناصر الحكومة و عناصر الحركة فإنّهما شريكان في الحرب علينا ، و هذا أمر حقيقي لا ينكره أحد ، فقد باتوا منذ اللحظات الأولى لولادة هذا المشروع و منذ سيطرتهم على القطاع يحاولون وأد هذه المسيرة في مهدها ، و حاربونا و يحاربوننا على جميع الأصعدة ، فعلى الصعيد العسكري حدّث ولا حرج و زد على ذلك الصعيد الدعوي ، فلا يخفى على متابع لمجريات الأمور ما يجري في جلسات (الأسَر) الخاصة بالجهاز الدعوي لحماس ، فلهذا الجهاز الدور الكبير في محاربتنا و تنفير الشباب منّا ، بل و حثّهم على نبذنا في كل واد ، فإنّ الجلسات التي كانت تُعقَد لتعليم العقيدة باتت تقضي وقتها في التحذير من خطر السلفية و كيل الاتهامات التي ما أنزل الله بها من سلطان على كلّ أخ حمل راية السلفية و سلك طريقها ، بل و وصل بهم الانحدار إلى نبذ من يناصر السلفية فيما بينهم فحسبنا الله ونعم الوكيل ، و إن أردنا أن نفصّل لما وسعتنا السطور ، و إن أردتم ذلك أفردنا موضوعاً خاصاً بالجهاز الدعوي لحماس (الحركة) و حربه الضروس على راية السلفية و أبنائها ، هذا على صعيد حماس الحركة أمّا عن حكومة حماس فحدّث و لا حرج و مصائبها أظهر من أن تُذكَر ، و أكرر أنّنا ما تطرقنا لكتابة هذه السطور إلا للتبيان ، فالعلّة يا إخوة كانت و مازالت عند أولئك القوم ، فإن مدّوا يداً للصلح و الإخاء و فتح قنوات للود و الحوار فلسنا مَن يتأخر ، و لا أظنّ أن نظرتهم تغيّرت بعد الحرب و أرجو الله أن أكون مخطئاً في هذا الجانب ، مع أنّهم لم يبدوا سوى العداء و العداء المتواصل المتزايد حتّى بعد الحرب ، فالأولى بهذه النصيحة هم أولئك الذين يكشّرون أنيابهم إذا ما نصحتهم ، فلقد تعالوا على كلّ نصيحة تُذكَر . ثم يقول (فكيف لنا أن نعد و أن نجهز و أن نرص الصفوف و نحن ملاحقون بذنب و بلا ذنب ؟ ، كيف لنا أنّ نشكّل جيشاً و العتادُ يصادر مع كل غروب شمس ؟ ، كيف لنا أن نجهز و أن نعد و لا يسمح لنا بمواقع تدريب و تجهيز ، فلو بحثنا لوجدنا أن الجبهتان الشعبية و الديمقراطية تمتلكان مواقع تدريب و حريّة تسليح ، و لكن هذا الأمر محرم إلى درجة الكفر على السلفية الجهادية ، و ما من ذنب اقترفناه حتى نذوق ما نذوق من هذه الكأس التي تجرعنّاها على يد حكومة حماس) مَن من الجماعات السلفية رفض التحاور مع حماس ، و مَن الذي قال بأنّ خلافنا مع حماس (الحركة) يمنعنا من التفاهم معها و الإتفاق على ركائز أساسية لا يتم الحياد عنها ؟ مَن الذي قال ذلك ؟! ، تتعاملون و كأن حماس تمد لنا يد المحبة منذ زمن و نحن معرضون ! ، ما هذا التضليل ؟! حماس الحركة لها اليد الطولى في مساعدة حماس الحكومة في إشهار سيفها على رقابنا ؟ فعلى مَن اللوم هنا ؟! ، و بالمناسبة ، دعوني أتساءل هنا , من أين يستقي جهاز الأمن الداخلي معلوماته و استخباراته ؟ أليس من جهاز أمن حماس (الحركة) ؟! فمَن الذي يذبحنا بسكين مثلوم يا إخوة ؟ مَن ؟! إتقّوا الله فينا و لا تظلمونا بالله عليكم !
و عن قضية القتال بجانب التشكيلات العسكرية ، أعود و أكرر العلّة في أولئك الأدعياء ، ليس فينا ، و الله المستعان .)،
فهنا بالرغم من تسوية الشيخ بين حماس الحركة والحكومة إلا أنه لا يكفرهما ،ومن ثم فنحن الآن بين موقفين متعارضين متفقين على عدم رد صيال حماس على الدين والنفس بل نرى محاولات من الطرف الجهادي للاشتراك مع النظام العلماني تأتي من رموز داخل الحركة الجهادية نفسها في حين إن حماس لا تقبل بهم كطرف يشاركهم في الحرب أو في أي شأن من شؤونهم فهي لا تقبل إلا الانضواء تحت رايتها ،وهذا يعني التخلي عما عندهم من تصورات تختلف معها ،وهي في تعاملها لا يختلف التعامل قبل الحرب عن بعد الحرب سواء في حرب غزة الأولى أو الثانية تسعى إلى القضاء عليهم ،وتشن عليهم حملات مع جارتها الصهيونية في تناسق مستمر، واذا قلنا ان على الحركة الجهادية ان تقف ضد اليهود من أجل الامة التي في غزة فلا يعطي هذا مبررا للتعاون مع حماس لأنها لا تقبله ،فلا بد أن تكون تعبيرا عن حركة متميزة لا ملتبسة بحماس من خلال العقيدة ولا العمل الحركي التنظيمي ،وكذلك ما يحدث في مصر الان هو نفس الدور في ظل حرب العلمانية المجردة ضد مرسي حيث نجد نفس الدعوة من التيار الاسلامي للوقوف بجواره في حين موقفه منها الحرب والمواجهة
ومن ثم فهل موقف الحركة الاسلامية ضد العلمانية بشتى أشكالها وطرقها موقف الملتزم بالعقيدة والمنهج الذي يمثل طوق النجاة في تلك البحار والامواج المتلاطمة من الأحداث التي تعصف بالأمة والحركة الجهادية في سوريا وفلسطين ومصر ولبنان والاردن وغيرهم كثير ، حيث صراع قائم بين الاسلام والكفر هذا الصراع على أشده ،بالرغم من كل الخبرات التي اكتسبتها الحركة الجهادية نرى البعض يسعى الى الوحدة مع النظم العلمانية في القتال ضد العدو الأصلي ، ومنهم من يتنازل عن سلاحه شاهرا الكلمات فقط مدعيا البيان في حالة الاستضعاف وهو داخل في معركة غير متكافئة في الأدوات والاساليب شاء أم أبى في ظل صراع عالمي شاهرا كل الأسنة ضد الاسلام ،تواجهه حركة تشهر كل الأسنة والحراب ضدها وهي تنتمي للطائفة الظاهرة ،ومنها طائفة تنتسب اليها
يسمون أنفسهم الخط الدعوي في الحركة الجهادية هم مخالفون للمنهج ،ولو أن الطائفة ممكنة لقاتلتهم لتركهم شريعة من شرائع الاسلام الظاهرة وهي الجهاد ،كما يجب قتال الحركات الدعوية التي أصبحت هي العلمانية ،كلهم يجوز قتالهم من يمتنع عن شريعة الجهاد أو من يوالي في غير الله وكله داخل تحت قولة تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) مع اختلاف الوصف الشرعي لكلا منهما ولكن القتال يجمعهما
من ينبغي أن يكون ثابتا على عقيدته وتميزه ،فهل متغيرات العلاقة بين حماس واليهود وقيامها على السلم والهدنة أو الحرب هو الذي يجعلنا نغير معها معتقداتنا المستقرة الثابتة أم أن الأمر لم يحسم بعد والمسائل غير مستقرة بالنسبة للعقيدة ،حيث هل حماس مسلمة أو كافرة ،ان التخبط الذي يحدث في هذه القضية هو الذي جعل بعض الحركة الجهادية تنأى بنفسها بعيدا عن مواجهة حماس وينصب قتالها ضد اليهود على أساس إنها مسلمة ويمكن لها أن تفعل بالحركة الجهادية ما تشاء ونظرا للسياسة الشرعية فلا دفع صائل حماس يكون واجبا بل الواجب هو الدخول معهم لحرب العدو الأصلي وعدم دفع صائل حماس والفرار منهم ما أمكن ومن ثم تكون مطاردة القادة ومطاردة من يطلقوا الصواريخ على اليهود لا سبيل أمامهم الا الهرب من المواجهة ،ومن ثم أعطت السلفية الجهادية ثمرة قلبها لحماس، وهنا تسقط مجموعة من الاحكام وهي وجوب دفع الصائل ولو كان مسلما فاذا كان الترس المسلمون يمثلون عائقا عن جهاد الكفار فهنا يجوز قتلهم وهم عنصر سلبي لا ايجابي في المدافعة وضعوا كرها أو قسرا أمام جيش الكفار لتعطيل جهاد المسلمين فلا عمل ايجابي ارتكبوه ضد المسلمين ،ومن ثم اذا كانوا سبيلا لتعطيل الجهاد فلا ضير من قتلهم يبعثون على نياتهم ،فاذا كان مسلما يعمل أي كعنصر فاعل على منع الجهاد ضد الكفار فالأولى قتله من الترس ،فاذا كانت تلك الجماعة كافرة فهي الأولى في القتال ، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فنحن هنا أمام أحكام متناقضة في نفس الوقت استضعاف تحكمه السياسة الشرعية في قتال حماس ،وهذا اذا قلنا أنها كافرة أما إذا كانت مسلمة فالاستضعاف والسياسة الشرعية في التعامل معهم، اما بالنسبة لليهود فالأمر هو دفع للصائل على الدين فلا استضعاف ولا سياسة شرعية، مع إن الحقيقة المرة أن كلا من اليهود وحماس صائل على الدين مغتصب للأرض كلاهما محارب لله ورسوله كلاهما جزء من النظام العالمي في حرب الاسلام كلاهما لا يقبل الا ان يكون دينه ومنهجه هو السائد في والعلاقات والخلافات والحروب التي تجمعهما لا تخرج عن اطار القوانين الدولية كلاهما لا يتحاكم الى شرع الله ولا يوالي في دين الله الأول دين مبدل والثاني دين مبدل الاول كافر كفرا أصليا الثاني كافر كفر ردة ،والردة حكمها أغلظ من حكم الكافر الأصلي كلاهما صائل على الدين والعرض والنفس والأرض ومن هنا التفريق بينهما في الحكم محض ضلالة بل قتال المرتد أولى من قتال الكافر الأصلي ،ومن ثم الحكم بأحكام متناقضة هو الذي أدى الى هذا التناقض والاضطراب في تصور الحركة الجهادية ،ومن ثم لم يحدث التوحد بين الحركات الجهادية نفسها نتيجة لتلك المفهومات المتناقضة ،فالشيخ أبو عبد الله الأشقر يقول لو كفرت حماس كفرا بواحا لقاتلناها لا أدري أي كفر بواح لم ترتكبه حماس حتى نبحث لها عن كفر بواح مخصوص يقتنع به خارج عن حدود الشرع ،مما دفع أحمق من الاخوان بالقول بتخبط الحركة السلفية الجهادية فقد كان الجعبري كافرا ثم بعد القتال أصبح شهيدا ،وما هذا الا لعدم التصور العقيدي الصحيح ويبين ان حماس قبل الحرب هي بعد الحرب مع السلفية ،وان عدم اعترافها بهم امر اساسي ومن ثم ضرورة استئصال شأفتهم هو المراد ، فكيف يمكن الجمع بين الحركة الاسلامية وحماس وهذا يعني ان تدور كل هذه الحركات حول العلمانية وهذه مصيبة كبرى ومن ثم يكون الامر هو استنبات البذور في الهواء يقول الشيخ (: إنّ اغتيال نائب القائد العام للقسام أحمد الجعبري (تقبّله الله) لم يكن ذلك الخبر السار بالنسبة لنا كما ظنّ بعض مَن خانوا أنفسهم ، و إنّ الفجوة التي بيننا و بين القسام مهما اتّسعت لن تصل أبداً إلى تلك المرحلة التي يتصورها البعض ، إلا إن ظهر منهم كفراً بواحاً لا قدّر الله ، و إن استقبالنا لهذا النبأ حرّك فينا ما توجبه علينا أحكام الشريعة من ولاء للمؤمنين ، فبعيداً عن كلّ ما أوذينا به ، تفطّرت قلوبُنا حزناً على رجلٍ كأبي محمد ، عاش حياته بين الجهاد و ا لأسر و المطاردة حتّى اصطفاه الله شهيداً بعد عودته من الديار الحجازية فنسأل الله العظيم أن يتقبّله في الشهداء ، و إنّنا إذ نسطّر هذه الكلمات فلسنا نجاملُ أحداً و لسنا ممن يسير في ركب المطبّلين و المتزلفين لحماس ، إنّما نقول هذه الكلمات بصدق ، إي والله نقولها بصدق المجاهدين الذين لا يحملون على أحدٍ إلا إن ارتضى لنفسه حرابة أهل الجهاد ، و عودةً على ذي بدء فإنّ مقتل الجعبري (تقبّله الله) أجَّجَ في قلوبنا نيراناً تغلي غضباً على أهل الغدر من بني يهود ، و كنّا كعادتنا نجهّز للانقضاض على المغتصبات حتى ولو لم يغضب القسام لأمرائه ، فقد سبق أن اُغتيل كثيرٌ من قادة الجهاد الذين لهم أثرهم الواضح في فلسطين أمثال الشيخين أبي عبد الرحمن حمّاد و أبي إبراهيم القيسي و إخوانهم و لم يحرّك ذلك شعرة في رأس قادة حماس ، و نحمد الله الذي يسّر السبيل لإخواننا في القسام و السرايا و الجماعات السلفية و الألوية ، و أقول أنّ السلفية الجهادية لم تكن يوماً في آخر الركب ، إنّما هم أسود الميدان الذين لا يبخسهم حقهم إلا جاحد .)
هذا هو التناقض الذي أخر من مسيرة الحركة الجهادية في مصر وغزة والأردن وهو الذي دعا البعض منهم إلى الوقوف بجوار مرسي وحماس وهذا الاختلاف والتفرق سبب من أسباب تخلف الحركة الجهادية في تلك المناطق عن الركب
وجزاكم الله كل خير