إلى أين نمضي في ظل الثورات
الصراع بين الحق والباطل صراع مصيري عالمي وما يتفرع
عنه من صراعات جزئية تمضي في إطاره ،ولا تخرج الثورات التي حدثت في المجتمع العربي عن طبيعة هذا الصراع فهي صراع مع الإسلام وهي قائمة ومؤسسة ضده ،بالرغم من أنها قامت للقضاء على رؤوس النظم العلمانية الدكتاتورية التي قد آن وحان وقت قطافها ورحيلها وتغييرها بالنسبة للصليبية والصهيونية العالمية حيث لم تعد صالحة للعمل في خدمة المشروع الصليبي في ديار الإسلام واستمراره، وكذلك بالنسبة للشعوب ما عادصالحا للوجود فقد شرعيته ووجوده ومصداقيته بعد تجريده للمجتمع من كل ما لديه من قيم وثروات وموروث حضاري بل وتجردالنظام العلماني من أي قيمة لدى الأمة بالرغم من الفساد العارم الذي حققه ،وبات ذلك يمثل تهديداً للمشروع العلماني الغربي في أن يتوقف وجوده واستمراره في المجتمع العربي الإسلامي مما يعطي الفرصة لظهور المشروع الإسلامي الذي يتمثل في التوجه العالمي للطائفة المسلمة المجاهدة ، فتلاقت المصالح في القضاء على رؤوس هذا النظام بين الشعب والنظام العالمي والحركة الجهادية بالرغم من اختلاف التوجهات ،فبالنسبة للصليبية كان حفاظا على استمرار وجودها ،وبالنسبة للإمة كان نظاما عميلا فاسدا جردها من كل شيء، وبالنسبة للحركة الجهادية نظام وقفت أمامه الحركات من قبل واضطر الى تغيير وجهة القتال بدلا من قتال الأطراف التركيز على المركز ،وتمثل القضاء عليه نقطة انطلاقة في تحرير الأمة من هذا النظام لتحقيق نظام الإسلام، فلا يظل الوجود الغربي قائما يحكم الأمة ، ومن ثم كانت مراقبة وتسيير الحدث الثوري من قبل الصليبية منخلال العملاء حتى لا تُستغل الفرصة والوضع المزري للنظام العلماني من قبل الطائفة المجاهدة في دحره وإزالة وجوده وتحرير الأرض من عبادة العباد وردها إلى عبادة رب العباد ، ومن خلال سعي الحركات التي تدعي الإسلام وكذلك العلمانية في قيادتها للأمة والأحداث لتحقيق قدر من الحرية والمساواة والعدالة من خلال العلمانية وهو ما شجعته الصليبية في البداية حتى لا تصطدم بمسيرة الثورة في الأمة ثم أعادت بلورته وصياغته من خلال الدكتاتورية والعنصرية البغيضة الممثلة في ركائز نظم الحكم التي تحكم تلك الشعوب بالقهر من خلال المؤسسات العسكرية ، وهذا الإختلاف لا يمثل عامل صراع حقيقي بين الصليبية والأمة إنما هو صراع شكلي سرعان ما يستوعب على حساب الطرف الأضعف لصالح الطرف الأقوى من خلال إعادة تشكيله وذلك في ظل تبنيها ودعمها لتلك الثورات لتمضي في الطريق الذي تريده ، أما مع تعارض الرؤى والمصالح حقيقة كما بين الطائفة الظاهرة والصليبية فإن الصراع بينهما يكون حتميا، ولن يستتب الأمر فى أى صراع بين طائفتين قبل أن يقوم أحدهما بإنهاء ذلك الصراع لصالحه،وقد مضت حركة الأمة والتوجهات المختلفة في اطار النظام العلماني ومن خلاله بالدخول تحت حكمه فدارت معه حيث يدور في طريق سلمه وحربه،تحت إرادته، ومن هنا في ظل هيمنة العلمانية تذوب الخلافات لمصلحة العلمانية ، بل تذوب تلك الحركات وتتفرغ من أي مضمون تحتويه لتتفق مع العلمانية المراد تطبيقها ،فضلا أنها لا تملك من أدوات القوة ما يعينها على الحسم في الصراع لو كان حقيقيا لتحقيق ما تزعمه من مصالح ،علاوة على المحاولات السابقة والمسيرة المتواصلة من ضغط النظم العلمانية على تلك الحركات لتفريغها من مضامينها من خلال الضغط المستمر عليها وارهابها ومن خلال السجن ومصادرة الأموال بتلفيق القضايا ، والترغيب أحيانا كالسماح لبعضهم بدخول مجلس الشعب واستغلالهم كأداة فعالة في حرب الدين بالدين ، فالمجلس العسكري كان من قبل هو الحامي للنظام العلماني في مصروالمشارك له في كل اتفاقياته المخزية وذراعه التي يضرب بها كل مخالف ،ومن ثم كان معاونا للنظام السابق في البطش وفي تفريغ كل تلك الحركات بل وفي تفريغ الأمة ذاتها من مضماينها، واستمر في ذلك بعد سيطرته على الحكم لإعادة تشكيل الوضع الجديد وفق متطلباته ومتطلبات النظام العالمي من جديد وإن اختلفت عملية التفريغ والتهميش عمن قبلها بالسرعة بدلا من التدريج ، بحيث تدور الحركات ومعها المجتمع في دائرة أكثر سرعة وأكبر تفريغا في حلقة مفرغة تفقد فيها كل تراثها الديني والقيمي وما يتبعه من تغير في السلوك ،وليس أدل على ذلك أن كل الحركات في مصر بقنواتها الفضائية تدعوا الى تحقيق الإسلام وتطبيق الشريعة من خلال العملية العلمانية ، ففي إطار العملية العلمانية التي قبلت الحركات الدخول فيها والتي أخذت فيها رئاسة مجلس الشعب والشورى، نجد أن لجنة الانتخابات الرئاسية سبق ورفضت طعونًا قانونية تقدم بها المرشحان الإسلاميان خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل، بل ولم تلتفت لتصحيح أخطائها، لكنها فى أقل من ساعة اخترعت مخرجًا غير مقبول أو مستساغ، وهو أن شفيق اكتسب صفة المرشح الرئاسى قبل صدور قانون العزل
لماذا لا ينطبق ذلك على أبو إسماعيل والشاطر، فبهذا التفسير يكونان قد اكتسبا صفة المرشح الرئاسى منذ قبول أوراقهما، ولا عبرة هنا بمدة التظلم السابقة التى رفض أثناؤها الطعن الذى تقدم به كل منهما، وإلا فلا يجب السماح لشفيق بالتظلم لأن وقته قد انتهى، وقرار استبعاده كان يجب اتخاذه عند إعلان القائمة النهائية يوم الخميس وليس قبل ذلك، لكن اللجنة القضائية بكرت يومين لتتيح له فرصة التظلم الذى ليس من حقه
أمر آخر يخص مجلس الشعب صاحب السلطة الحقيقية فى التشريع وإصدار القوانين، يتعلق بتغول اللجنة القضائية الرئاسية عليه، كما تغولت عليه من قبل المحكمة الإدارية فأبطلت اللجنة التأسيسية للدستور، وستتغول عليه المحكمة الدستورية فى السادس من مايو بإصدار حكم بحله فى الطعن المقدم ضده
وهذه حالة غريبة لم تشهدها مصر من قبل ولا أى دولة فى العالم.. فقد جعلت السلطة القضائية من نفسها عبر بعض القضاة الذين التصقوا بالنظام السابق واستفادوا منه، سلطة تقضى وتشرع وتبطل كل ما يصدر عن البرلمان، وصار البرلمان عدماً لا يقدم ولا يؤخر،يقول د/ أكرم حجازي عن الثورة في مصر (لكن بعد أكثر من عام .. بدت الثورة وكأنها تحتضر في ضوء: (1) الفعاليات الباهتةلمجلس الشعب المصري الجديد، و (2) غفلة المجلس الذي بدا كما لو أنه آخر من يعلم عنحقيقة الإعلان الدستوري، و (3) استبعاد اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة لعشرةمرشحين، و (4) التراجع عن الهيئة التأسيسية للدستور، و (5) ارتفاع أسهم الفلول فيسباق الرئاسة.)ومن ثم كان استيعاب تلك الأشكال المختلفة داخل الإطار العلماني وإعادة انتاجها من جديد مما يتفق مع أهداف المرحلة الجديدة هو المطلوب في مرحلة اعادة تفتيت وتجزئة المجتمع الإسلامي من خلال صنع الفوضي وإدارة الفوضى والتي من خلالها يتم تصفية أو تعرية تلك الحركات المختلفة من مضامينها ومحاولات تصفيرها حيث يكون الناتج من سعيها صفرا فلا يتحقق شيء مما تريده أوتدعيه حتى بالنسبة للعلمانية نفسها فضلا عما تدعيه من إسلام ،كما أن هذا يتسع ليشمل أطياف المجتمع كله ،ومن هنا كانت محاولات تلك الحركات من خلال المظاهرات التي تتم كلها داخل النظام العلماني وفق آلياته للمحافظة على شيء من مضامينها محاولات فاشلة لأنها تفتقد صفة المواجهة الحقيقية ومن ثم لا ينظر إليها بعكس الأيام الأولى من الثورة حيث كانت تكتسب صفة المواجهة لتحقيق التغيير ،ومن خلال رؤية د/ أكرم حجازي منخلال الطرق غير الشرعية يقول (وصارالمصريون بين ثلاث خيارات:
(1) إما خوض صراع صريح معالمركز عبر التوجه نحو ميادين وساحات البلاد، وانتزاع الثورة من وصاية العسكريوهجمات الثورة المضادة وعجز القوى التقليدية كافة، باعتبارها قوى مخادعة أو معاديةأو قاصرة عن حماية الثورة أو تحقيق أهدافها. وهذا السياق قد يتجاوز تفعيل القوىالشعبية في إعادة احتلال الشوارع والميادين العامة في كافة المحافظات أو محاصرةمراكز القرار والتأثير وتعطيل فاعليتها، أو حتى دعوة القوى الإسلامية الحزبية إلىالانسحاب من مجلس الشعب، أو إحراج القوى الشرعية لقيادة الحراك الشعبي وحسم الموقف،إلى تفعيل دور القوى المدنية المنظمة والعاملة في مؤسسات الدولة بما فيها مؤسساتالجيش الاقتصادية والاستثمارية.
(2) وإما الاتفاق على إعلاندستوري جديد أو تعديل الموجود، بما يضمن إخراج العسكري من احتكار السلطة وتسليمهالهيأة مدنية محايدة، ومن ثم تأجيل الانتخابات الرئاسية وكتابة الدستور. إذ أن وصايةالعسكري، كمؤسسة عنف، على السلطة لن تؤدي إلا لنظام عنيف يحفظ له عنفه ضد الدولةوالمجتمع على السواء، وهو ما لم يعد ممكنا في سياق العقلية الدينامية للثورة.
(3) أو الاتجاه نحو مأسسة تيارتطبيق الشريعة، بما يؤدي لاحقا إلى ولادة قوة شرعية وثورية بديلة عن كل القوىالسائدة وقادرة على حفظ المشروع الإسلامي عقديا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، كخطوةأولى تسبق مبايعة الشيخ حازم.)
، ومن هنا كان لابد من ضرورة
استيعاب الحدث في الواقع وربطه بما حوله من أحداث ،وربط هذا الحدث في ضوء هذا الواقع بالأحداث العالمية الذي يعتبر مقدمة ضرورية لتفسير حقيقة الحدث وأبعاده من خلال فهم هذه الجزئية في اطار الواقع الكلي الذي تنتمي إليه حتى يتسنى لنا في ضوء ذلك تنزيل الحكم الشرعي على مناطه وواقعه لتحديد كيفية التعامل معه ، فلا بد منهما معا حتى تكتمل العملية الشرعية ويتحقق الحكم الشرعي ، فما من حدث من الأحداث من تلك الثورات يخرج عن اطاره ،ومع خروجه تكون محاولات ارجاعه مرة أخرى داخل المنظومة التي يتحرك من خلالها وفق طبيعة النظام الذي تنتمي إليه ،ومن ثم فنحن أمام دورات متتابعة تشمل كل أطياف المجتمع وحركاته الفاعلة فيه في محاولة تذويبها واعادة تشكيلها وفق المنظومة العلمانية العالمية طالما أنها دخلت معها ورضيت أن تكون جزءا منها، فالتذويب أو التغريب لا يقتصر على الشعوب فقط ،بل على الحركات العلمانية والحركات التي تدعي الإسلام وتمارس العلمانية واقعا،وهذا ما حدث مع المجلس الانتقالي في ليبيا من محاولات اغتيال الثورة بعد استغلال أطياف المجتمع الليبي بما فيهم الجيش والحركات الأخرى لإعادة انتاج النظام العلماني في ثوب جديد، وهو ما تمثل في دعوتها عدم تكوين أحزاب على أساس ديني مع عداوتها للحركة الجهادية التي تمثل الاسلام واقعا أي أن كل شيء سوف يتم عن طريق العملية العلمانية كماحدث في مصر، وهوما يحدث في سوريا وما حدث في تونس وغيرها ،فدائما نجد الأنظار تتجه ناحية الغرب بصفة عامة كقبلة تتخذ أساسا لتشكيل هذه المجالس وفق العلمانية من جديد مع ما يتسق مع أهداف النظام العالمي ثم إظهار حربها وعداوتها للحركة الجهادية ومن هنا كما قال الشيخ أبومصعب عبدالودودفي مسألة الانتخابات (
أيُّها الإخوة الأحبة؛لقد مضى عشرون عامًا على انقلاب حزب فرنسا على مشروع الدولة الإسلامية في الجزائر،عشرون عامًا مضت على حربهم للإسلام تحت مسمَّى الإرهاب، عشرون عامًا من التقتيلالمتواصل والتشريد والاختطاف والترويع، من الاعتقال والسجن والتعذيب، من التشفيوالانتقام، من الدماء والدموع والآهات وخسائرٌ لا يعلم حجمها إلا الله، من الفقروالجوع والبطالة، من نهبٍ للمال العام والإثراء الفاحش من شماتة الأعداء، عشرونعامًا قضاها حزب فرنسا في غرس الفساد وزرع الأحقاد في المجتمع المسلم.
ثمَّ بعدكل هذه الأعوام الطوال والمصائب والمحن والأهوال وبعد هذا الحصاد المر يعود بالبلادإلى وضع ما قبل الانقلاب، يعود إلى إجراء انتخابات -زعموا- يقول أنَّه سيقبل هذهالمرة بنتائجها ولو أفرزت دولةً إسلامية!
يعود ليرضى بما لو رضي به أول مرةلجنَّب البلاد كل تلك الخسائر الفادحة في الأنفس والأموال، ولكانت الجزائر اليومتعيش أزهى عصورها في ظل الأمن والسلم وفي كنف الشريعة وعدالة الإسلام. )
وفي الحقيقة لا يمكن تطبيق الاسلام ولا تطبيق شريعة الاسلام من خلال النظام العلماني فلا يمكن تحقيق نظام من نظام محارب له من خلال آلياته وأدواته التي تخصه والتي تعمل في المقام الأول على الحفاظ على هذا النظام واستمرار وجوده ، فضلا أنه لا يخرج الإسلام من خلال الكفر بالله أوتتحقق إلوهية الله من خلال نظام يرفض إلوهية الله فلا يخرج الإيمان من تحت عباءة الكفر ولا الشرعية الإسلامية من خلال الشرعية الجاهلية ،وهذا وهم وخطأ حيث قد تظن الأمة أن ثمة طريقين ومنهجين لتحقيق الإسلام ، وهوفي الحقيقة منهج واحد وطريق واحد قطعا ، وهو تحقيق للإسلام من خلال بيان وتحقيق الفرقان بين سبيل المؤمنين وسبيل الكافرين والمفاصلة بينهما والإعتزال الدائم المطلق المفارق لكل جزئية بل وكل خطوة في الطريق ، فلا يلتقيان أبدا ، وأن ما حدث في الجزائر من النظام العلماني ضد الاسلاميين العلمانيين الذين دخلوا المجلس التشريعي من قبل وفازوا بأغلبية من خلال الإنقلاب العسكري لا يختلف عما يحدث الآن، فمحاولة قتل الإسلاميين انتسابا الذين قبلوا الدخول في النظام العلماني تتم إما بالطريق المباشر من خلال جنرالات فرنسا كما في الجزائر عن طريق الإنقلاب العسكري أو عن طريق غير مباشر عن طريق جنرالات انجلترا في مصر حيث يتفقون في الغاية ويختلفون في الوسيلة بالرغم من تسليم تلك الحركات بالعلمانية ودخولهم فيها وقبولهم بآلياتها في العمل وهومخالف وعكس ما تقطع به عقيدة الاسلام ومنهج الإسلام أنه لن يتم تحكيم الاسلام ولا تطبيق الشريعة من خلال العلمانية أبدا ولا من خلال منهج العلمانية أبدا بل لا بد من الالتزام بعقيدة الإسلام ومنهج الإسلام ، وهذا هوما وضحه الشيخ أبو مصعب في معرض كلامه حيث يقول (أنَّ هذهالانتخابات لن تأتي بالتغيير الحقيقي المنشود، بل ستكون بمثابة عمليَّة تجميليَّةالهدف منها إضفاء شرعيَّةٍ زائفةٍ على حكم هذه الشرذمة الفاسدة المفسدة لتُواصلنهبها وإجرامها وفسادها وتسلُّطها عليكم، ولإرضاء الوصيِّ الجديد على الجزائرسيِّدهم الأمريكي الساعي إلى الالتفاف على انتصارات المجاهدين بخدعة الديمقراطيةوالانتخابات؛ ليضمن استمرار هيمنته على الأمة ونهب ثرواتها عبر شركاته الكبرىوبتواطؤٍ من الحكام الخونة، فإن كنتم جادِّين في مطالبة هؤلاء بالرحيل ومصمِّمينعلى طلب التغيير الحقيقي فعليكم بجهاد الظلمة بالثورة الحقيقية الشاملة على هذاالنظام المتعفن بكل الطرق المشروعة، ثورةً تكون أول خطواتها مقاطعة هذه الانتخاباتالعبثية ثم التحرك الشعبي الشامل لاستئصال هذا الورم السرطاني الذي أطال معاناتكموآلامكم.
كيف يمكن لعاقلٍ أن يصدِّق أن يترك هؤلاء المجرمون السلطة ويرحلوالمجرَّد أنَّ الشعب رغب في ذلك وعبَّر عن تلك الرغبة في صناديق الاقتراع!
كيفيرحلون بعد أن عاثوا في دماء شعبهم وتلطَّخت أيديهم إلى المرافق، وصاروا مثقَّلينبقضايا الإجرام بأنواعه، وقضايا الفساد بأنواعه، وقضايا الخيانةبأنواعها!)وهي في الحقيقة حكم عام لا قضية جزئية تختص بالتجربة في الجزائرفي الوقت الحالي ولا تعم الوقت السابق بل عامة تشمل البلد الواحد في الفترات الزمنية المختلفة فلا نقول أنه كان من الممكن تطبيق الاسلام من خلالها في المرة السابقة ولا نستطيع تطبيقه في المرة الحالية لأن في ذلك إغفال لطبيعة الصراع بين الإسلام والكفر في شكله المباشر وغير المباشر بحيث يشمل هذا الحكم غيرها من البلاد الإسلامية ، فالذي يوجه المسيرة هو قطار الديمقراطية والعلمانية من خلال السير في ركاب الغرب والمشروع الغربي ، ومن هنا وعلى أساس ذلك تتشكل المجالس الوطنية أو المجالس الثورية أو الخروج من الجيش والإنضمام الى الثورة مع إظهارها كلها عداوة التوجه الإسلامي المفارق والمواجه للعلمانية كما يقول الشيخ أبوعبد الرحمن الشنقيطي في تهافت الديمقراطيين (وما حال هؤلاء الذين يريدون الإصلاح من خلال الديمقراطية إلا كحال بعض الفلسطينيين الذين دخلوا في الكنيست الإسرائيلي بحجة تخفيف الظلم ! فكان دخولهم هذا أشد خطرا وأعظم فسادا من وقوع الظلم عليهم لأنهم بالدخول في هذا الكنيست يخضعون لأحكام اليهود ويعلنون الولاء لهم ويرضون بدولتهم ودستورهم وكفرهم واغتصابهم لأرض فلسطين وهذا عين الكفر وكل هذا من أجل دفع بعض المظالم الدنيوية وهم مع ذلك ينتمون إلى الحركة الإسلامية وكذلك الذين دخلوا في هذه الديمقراطية بحجة إصلاح ما أمكن فإنهم يقرون بالدساتير الشركية، ويحتكمون إلى القوانين الوضعية، ويؤلّهون إرادة الشعب وحكم الأغلبية، ويرضون بتداول السلطة مع الملحدين والعلمانيين، ويعقدون الولاء والبراء على أساس الوطنية لا الدين، فهل هناك مفاسد أعظم من هده المفاسد ؟)
ويقول الشيخ أبومصعب (أيُّها المسلمون؛ إنَّ واجبكم اليوم ليس المساهمة في هذه اللعبةالقذرة التي يُراد منها إضفاء الشرعية على النظام الفاسد المُفسد، وحرمان الأمة منالتحرر من منظومة الكفر العالمي، وإنَّما واجبنا هو الأخذ على أيدي أولئك الكفرةالفجرة المتلطِّخة أيديهم بدماء المسلمين حتى لا يصدق علينا قوله عليه الصلاةوالسلام: "إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمَّهم اللهبعقابٍ من عنده".
واعلموا أيُّها المسلمون أنّ رفع الظلم وإقامة العدل وتحكيمشريعة الإسلام فوق ربوع الجزائر هو أمانةٌ في أعناقكم لن يحققها إلا الجهاد في سبيلالله، والثورة الشعبية المزلزِلة التي ستدك عروش هؤلاء المجرمين، وما دون ذلك منترقيعاتٍ جزئية وإصلاحاتٍ شكليَّة ما هو إلا مهدِّئات ومسكِّناتٍ لآلام الورمالسرطاني ستطول بها معاناتكم وتستمر معها محنتكم. )
كل هذا يؤكد أن طريق الثورات ليس هو طريق الإسلام ، ولكنها تستغل على إنها أرضية للإنطلاق في مواجهة النظام العلماني ، وذلك لأن المسافة بعيدة بين الموت والإحياء، وبين الإحياء والبعث ومن ثم التعويل على هذا الطريق تعويل على سراب خادع ، لما ألم بالأمة من تغييرات كبيرة في بنائها العقيدي والأخلاقي والمعيشي بل وهياكل البناء الإجتماعي لها والنظم التي تحكمها ،فلا يمكن التسوية بين المجتمع الإسلامي في ظل الخلافة وبين المجتمع الإسلامي في ظل العلمانية ،فلونظرنا الى المجتمع الإسلامي كله نجد أنه بالرغم من اختلاف طرق الحكام العلمانيين بين يساري أويميني وشيوعي أو اشتراكي ورأسمالي كلها تسعى الى تفريغ المجتمع الإسلامي من كل مقدراته سواء الثقافية أوالقيمية أوالمادية والوصول به إلى الهاوية والإنحطاط ، أما المجتمع المسلم في ظل الخلافة إذا حدث تقاعس من الحكام عن الجهاد أو دفع الصائل خرجت الأمة تجاهد بعلمائها لدفع الصائل هذا في مجتمع مسلم عاش مئات السنوات على هذه العقيدة والثقافة بالرغم مما ألم به من إنحراف ،فالإنحراف فيه يتم علاجه عن طريق الإسلام من خلال الحكام أو العلماء في حال الإجتماع أو الإنفراد في ضوء الرد لكتاب الله والسنة أي من خلال الشرعية الإسلامية ،أما لوتأملنا أوضاع الشعوب في ظل العلمانية وكيف أنها تعالج ما يلم بها من أحداث من خلال العلمانية ،حتى الحركات التي تدعي الإسلام تعالج ما ألم بها وبالمجتمع الإسلامي من إنحراف كعدم تطبيق الشريعة من خلال العلمانية أيضا، ومن ثم بناء على الأصل الذي يحكم المجتمع تكون مدار حركة المجتمع والأفراد إلا من شذ عن هذه القاعدة وبنى على قاعدة الاسلام ومنهج الإسلام والعكس صحيح
يقول أبو عبد الرحمن الشنقيطي ( أمّا إن أردت البديل عن هذه الديمقراطية وطلبت وسيلة تنصر بها دين الله غيرها فأعلم أن نصرة دين الله تقوم على ثلاثة أركان: دعوة وعلم وجهاد..
دعوة تثبت الإيمان وتعمقه ..
وعلم يهدي البصيرة ويرشد من الضلال ..
وجهاد يصد العدو ويعلي الحق..
وكل جماعة تريد إقامة دولة الإسلام فلا بد لها من هذه الأركان ..
لابد لها من قلوب مؤمنة وعقول متعلمة وسواعد قوية ..فلن تقوم دولة الإسلام على إيمان بلا علم ولا جهاد..
ولن تقوم على علم بلا إيمان ولا جهاد..ولن تقوم على جهاد بلا إيمان ولا علم.
فلا بد من الجمع بين هذه الأركان الثلاث التي جمع بينها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ولم يقتصروا على بعضها ، وكذلك أنتم يا أنصار الديمقراطية لا يجوز لكم الدخول في الديمقراطية بحجة التدرج ..
ولا يجوز لكم إقرار تعطيل شرع الله بحجة التدرج ..
ولا يجوز لكم التصويت على الدساتير الوضعية المخالفة لشرع الله بحجة التدرج ..
ولا يجوز لكم الرضى بتحكيم الشعب والخضوع لإرادته بحجة التدرج ..
فالتدرج غير مشروع إذا كان يجعل الحكم لغير الله ..
والتدرج غير مشروع إذا كان فاعله يقر المنكر ويرضاه)
ومن ثم يتبين لنا كيف أن الشعوب لم تفعل شيئا جراء التحول من الاسلام الى العلمانية ولا في الثورة ضد العلمانية إلا في ضوء العلمانية ، فما حدث في باكستان هو خير دليل فلم يكن الانفصال عن الهند إلا لتحقيق الدولة المسلمة مع وجود العلماء واعتمدوا على الأمة وثوراتها وأنتهى بهم الحال إلى أن حكموا بالعلمانية وأصبحت حركاتهم جزءا لا يتجزأمن النظام العلماني كالجماعة الإسلامية في باكستان على الرغم من علو قدرهم في العلم الشرعي ،وهكذا شعوب العالم الإسلامي كلها التي خرجت جيوشها مع الجيوش الصليبية لاستكمال احتلال بلاد الإسلام تحت دعاوي باطلة كلها على أساس العلمانية نتيجة التغريب الذي حدث لها والذي التقى مع خط الانحراف الطويل لها في المفاهيم الشرعية ،كما أن الأمة في خروجها وثوراتها الحديثة لم تخرج عن الخط العلماني فلم تزل تذكر سلمية سلمية أمام آلة البطش التي يملكها النظام الدكتاتوري الفاسد ثم تنتظر تلك التوجهات العلمانية التي تخرج فتعيدها إلى نفس العلمانية بشكل آخر ، ومن هنا نجد أن السير في طريق منهج الإسلام هو الطريق الشرعي المحقق للإسلام بإذن الله من خلال الجماعة المسلمة الملتزمة بهدي الإسلام في كل شيء ، وهو العاصم من ضلال الطرق المختلفة التي يدعوا إليها البعض، فما حدث في مصر من خلال الاستجابة للمظاهرات وعدم مواجهتها والاستفادة منها في تحقيق التمكين للعلمانية ، في ظل تلك الأحداث العاصفة ثم ادارة الازمة لتصفير كل شيء ناهيك عن تصفيرركائز المجتمع كله من الاقتصاد وغيره من الأمور الأخرى وذلك عن طريق ضرب الحركات والاتجاهات بعضها مع البعض الآخر حتى يتم لا تصفيرالمجتمع وحده بل يجري تصفير العملية العلمانية نفسها بحيث تجري كلها على غير القواعد الوضعية التي شرعوها والتي تجعلها سرابا لا وجود لها ،حيث تضيع جهود الناس في هذه العملية وتعود الى منطقة الصفر في أي مرحلة ،مما يؤكد أن هذه النظم لا تريد الإسلام ولا العلمانية نفسها بشكلها الموجود
في الدول الغربية إنما هي حكم الأراذل والعملاء لتعميق التبعية واشاعة الفوضى والتخلف والفساد في كل شيء مما يفضي الى أن فئات الشعب ترفض بعضها حيث يحمل البعض من قام بالثورة ما يحدث ،وتنقلب الحركات على بعضها ،ومن هنا تمضي البلاد الى سراب خادع في ظل تلك العملية الصفرية والتي يجري فيها عملية تصفير التوجه الاسلامي بالنسبة للشعب كما جرى تصفيره بالنسبة للمجلس العسكري والنظام الحاكم ،ومن هنا تفقد كل الاشياء معانيها فلا الاسلام يحتفظ بمعناه ولا حتى العلمانية ولا الثورات ولا النظم الموجودة داخل المجتمع ، ومن ثم تختنق الأحلام في تلك الحرب الباردة الغير مباشرة التي اتقنها المجلس العسكري والحرب الغير باردة التي يعتمد عليها التوجه الآخر من الجيش في سوريا الذي أخذ على عاتقه الابادة والتقتيل والاغتصاب والترويع فنحن امام صورتين من صور الاحتلال ترجع ثقافتهما الى الانجليز الذين حكموا مصر والذين أسسوا الجيش المصري عن طريق الحرب الغير مباشرة، والاحتلال الفرنسي وما كان يمارسه من حرب مباشره فأحدهما يحصل على كل شيء خطوة خطوة لا يستعجل والآخر يذبح ويقتل ليحصل على كل شيء وانتقل ذلك الإرث إلى دول أوروبا في ضوء تحقيق مشروعها الصليبي في أرض الإسلام فها هي أمريكا تنتقل من التوجه الغير مباشر الى المباشر ثم إلى التوجه الغير مباشر سعيا لتحقيق مصالحها ومشروعها الصليبي في أرض الإسلام ، فكان الأول يمنع الإسلاميين من دخول العلمانية من خلال التزوير والسجن والتضييق في مصر ، ومن ثم لا فضل للمجلس العسكري على الثورة فهو يمضي في طريق القضاء عليها وفق طريقته التي تختلف عن الجيش السوري من خلال احراق المؤسسات وقتل البعض والقيام بمظاهرات مضادة كلها من تحت ستاربالمقارنة بما يحدث في سوريا فكلاهما يسعى الى اغتيال الثورة ولكن النموذج المصرى نجح في اغتيال الثورة في حين ما زال النموذج السوري يذبح ويقتل في الشعب السوري لمحاولة الوصول الى مبتغاه،( استُبعد أحمد شفيق.. وبعد ساعات عاد إلى السباق الرئاسى!!.. ولا يوجد "أحد" فى مصر يعرف شيئا
حتى الآن.. تتصرف مؤسسات صناعة القرار.. وكأن مصر "مِنطقة جغرافية" خالية من السكان.. ولا يقطنها إلا السادة "
يأتى قرار "إرجاع" شفيق، على ذات منطق "جلد" أبو إسماعيل.. فإذا كان الأول قد استُبعد ثم عاد فى ظروف غامضة.. فإن الثانى أيضًا خرج ولم يعد فى ظروف أكثر غموضًا!
لماذا أُوصدت كل الأبواب فى وجه أبو إسماعيل.. فيما تُفتَح لأحمد شفيق؟!، لا أحد يعرف!، "!
تقرر "تدليل" الأمريكيين المتهمين فى قضايا تمويل تمس الأمن القومى المصرى.. ولا أحد يعرف سببًا لهذا "الدلال" والكرم "الحاتمى"!
فضيلة المفتى فجأة وبدون مقدمات وجدناه فى زيارة للكِيان الصهيونى.. ولا أحد يعرف سببًا منطقيًا أو معقولاً ، مخالفًا إجماع الأمة، بجعْل التطبيع "حلالاً" ولا شبهة فيه!
منذ أيام قررت القاهرة ـ فجأة وبدون مقدمات ـ وقف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى.. القرار كان مُفرحًا، وكان بلا شك مطلبًا قانونيًا وشعبيًا وثوريًا.. وانتظرناه طويلاً.. غير أنه اتُّخِذ أيضًا بدون أن نعرف
مصر تدار الآن بآليات تشبه "الحكومة السرية".. ولا أحد يعرف على وجه التقريب، ماذا يجرى)
ومن ثم دعوى التوجهات بالدخول في العلمانية بمنطق المغالبة حتى لا يستقل العلمانيون بالقرار أولتطبيق الشريعة من خلال المجلس التشريعي أو الدخول الى رئاسة النظام العلماني كل ذلك كذب كيف تدخل تحت تبعية العلمانية ويحكم تصرفاتها منطق المغالبة ،كما أن دعوى المجلس العسكري بتسليم السلطة دعوى غير واقعية مع تصفيره لكل شيء الذي مما يجعل السلطة المطلقة له ككائن سرطاني يعبث ويحطم في كيان الأمة وينخر في عظامها ، ومن ثم يصبح هو الفاعل الرئيسي سواء كانت هناك حكومة أو لم تكن فلن تكون بيدها شيئ كما هو شأني مجلس الشعب والشورى ، ومن ثم اللعب على أوتار الصراع الداخلي بين الحركات الاسلامية نفسها وكذلك بين النصارى والمسلمين وبين العلمانيين والاسلاميين كل هذا يمضي في اطار تحقيق الاحتلال الجديد أهدافه في السيطرة والسيادة ، وقد خدعت الثورات الكل حتى البعض من الأفراد والرموز في التوجهات الجهادية التي تمثل العدوالحقيقي لهذا الاحتلال وما تمثله من نظام عالمي لحرب الاسلام والمسلمين،
امتداد للعنصرية:
ومن ثم من خلال هذا التصفير يتم سحق القوى الفاعلة داخل المجتمع لتحقيق السيادة الكاملة كما استخدم الاسلاميون لإعطائه الشرعية كما استخدم المجلس العسكري من الوسائل لتصفيرهم في الواقع وتفريغهم من أي سلطة تتيح لهم وجودا واقعيا حتى من خلال العلمانية فهو يأخذ كل شيء ولا يعطي إلا سرابا خادعا ،فما يحدث في نظم الاحتلال في المجتمع الاسلامي تعتبر امتدادا للعنصرية الغربية التي لا تعرف وجودا لأحد إلا هي وفي ظل وجودها تقضي على كل ما يمضي في تحقيق أهدافها كما أنها تقضي على كل من ثبت عدم فاعليته في فترة من الفترات مهما قدم لها من خدمات ،وفي نفس الوقت تمارس نظم الاحتلال التابعة لها بالنسبة للشعب نفس المنطق مع ان المركز يستخدم نفس المنظومة مع هذه النظم السرطانية نفس المنطق عندما ينتهي دورها فيجري تصفيرها تمهيدا للقضاء عليها واستئصالها واستبدال افراد اخرى تحل محلهم كما هو واقع مشاهد الآن
التعامل مع الحركات التي دخلت العلمانية
ومن ثم النظر الى هذه الحركات التي دخلت العلمانية مع صيالها على الطائفة في ضوء السياسة الشرعية بالاحتفاظ لها بحقوق الجماعة المسلمة كما يجري العمل به في بعض الأماكن هوهدم للقواعد الشرعية ذاتها ،فكم ترتكب من مفاسد باسم الشريعة ممثلة في بعض القواعد الشرعية التى تصاحب عملية إطلاق الأحكام أوعدم إطلاقها تؤدي إلى تنفيذ الحدود أو عدم تنفيذها فهي عملية سواء كانت تتعلق بالمآلات أو بالمصالح والمفاسد تتعلق بمسألة إطلاق أحكام شرعية أم لا وما يترتب عليها من إقامة حدود وغيرها من الأحكام الشرعية المرتبطة بها، فلم يقل أحدمن العلماء أن هذه القواعد المستقرأة من الشريعة أو المستنبطة منها تتعلق بالحقائق الشرعية فتثتثني منها أوتقيدها أوترفعها ،فالحقيقة الشرعية عامة ثابتة لاتتغير عاملة لا مجرد قواعد نظرية لا صلة لها بالواقع ،ومن ثم وضع هذه القواعد في غير موضعها حقيقته هو هدم للدين واعطاء شرعية للكفر أن يحكم ويسود ،فبالنسبة للحركات التي كان يطلق عليها إسلامية نجد إنها استخدمتها لإعطاء شرعية للنظام العلماني والقائمين عليه وما انتشر في الأمة من شرك وبدع ،ومن ثم كان العمل بهذه القواعد هوعين هدمها لأنها تهدم القواعد الشرعية التي يقوم عليها الدين كله،
وما يهمنا اليوم أن الوضع يدور دورته بنفس الشكل من خلال بعض الرموز والأفرادفي الطائفة فكما أنهم قاتلوا لرد صيال بعض هذه الحركات وجدناهم يعطون الشرعية للبعض الآخر تحت دعوى السياسة الشرعية،
ثم يتخيل البعض أن الثورة الشعبية هي طريق لتطبيق الشريعة يقف جنبا إلى جنب بجوار طريق الجهاد ومن ثم كانت مشروعية المظاهرات لدى البعض لا نتحدث هنا عمن أعطى مشروعية الدخول في مجلس الشعب عن طريق تكوين الأحزاب أو مشروعية الدخول في النظام الرئاسي وكلها تؤدي الى بعضها بل نتحدث عمن يرفض ذلك كله ولكنه يرى التظاهر وسيلة لتطبيق الشريعة فيقول شهيد الإسلام العلامة سيد قطب (فلا بد أولاً أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة : أن لا إله إلاَّ الله ، وأن الحاكمية ليست إلا لله ويرفض أن يقر بالحاكمية لأحد من دون الله ، ويرفض شرعية أي وضع لا يقوم على هذه القاعدة ..
وحين يقوم هذا المجتمع فعلاً ، تكون له حياة واقعية ، تحتاج إلى تنظيم والى تشريع .. وعندئذ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظم وفي سن الشرائع لقوم مستسلمين أصلاً للنظم والشرائع ، رافضين أصلاً لغيرها من النظم والشرائع ..
<span style="font-size: 24pt; font-family: 'Traditi