هل المقدسي والمخابرات الاردنية وجهان لعملة واحدة؟!
كشف اللافتات الكاذبة وتعريتها للرموز أو للنظم التي تتترس وراء الإسلام وتطلق سهامها من ورائه لحرب الاسلام باسم الاسلام هي العدو الاساسي اليوم ، وكشفه لازم من لوازم وضروريات المرحلة واستبانة سبيل المجرمين والفصل والفرقان بينه وبين سبيل المؤمنين ،وهي الخطوة الاساسية التي تقوم عليها بناء المعركة ،وتتقدم من خلالها في كل مراحلها ، وأي تهاون في الفصل والمفاصلة والحسم في استبانة سبيل المجرمين يصبح عائقا أمام المسيرة والحركة نحو تحقيق الاسلام بل يعطي الفرصة للأعداء في تعطيل المشروع الاسلامي ،ومن ثم نقف عند عدة جوانب :
الجانب الأول : أن المقدسي مسير فيما يقوله كما قال (إن أموري ليست بيدي وأظن أني تعديت مرحلة أن أتوقف.. ) فهل يعني ان كل ما صدر منه من بيانات ومراسيل بينه وبين من ينتسب للجبهة أو غيرها من الفرق الأخرى أو مع من يمثل الدولة ،أو مع الظواهري تشرف عليها المخابرات الاردنية ، وليست راجعة الى ما قدر عليه من الاتصال ،فكلامه أنه مكره عليه ينسخ ما سبقه ويكذبه ،ومن هنا كل ما قيل على لسان منبر الجهاد وبيان المقدسي كله كذب وتلفيق طار به السفهاء للطعن في دولة الإسلام ، ومن ثم فلا مصداقية أو شرعية لكلامه او مصداقية لكلام غيره كأبو قتادة حتى يتخذها البعض درعا لتوجيه حرابه ضد الدولة ، هذا جانب ضروري يجب التركيز عليه والدوران حوله لعلنا نصل الى حقيقة هؤلاء وما يشنونه من حرب ضد الاسلام ومن خلال تلك الدعوى فهل يجوز لعالم يتشدق بالعلم أن يشن حربا ضد الله ورسوله ودينه من خلال المخابرات الاردنية ليعطي للحرب ضد الدولة الشرعية وليخرج من يخرج من تحت طاعتها وليتهمها من يتهمها وليقاتلها من يقاتلها وليستحل منها ما يريد أن يستحل وليهتك من أعراض المهاجرات كل من أراد أن يهتك ولتقتل الأسود وترمى في الآبار ،وليتوقف مشروع الاسلام وليتوقف المدد البشري والمادي والمعنوي لها وتجفيف منابعها حتى تموت كالأشجار واقفة لأنها اصبحت كيانا على لسان المقدسي للمخابرات لا يمت للشرعية بصلة ،ومن ثم يجوز في حقه كل شيء واهداره بشتى الطرق والوسائل ، ومن هنا فالعربات المفخخة التي تنطلق بانتحاريين من جبهة الجولاني مستحلة دماء المجاهدين لها الحق ،و اعدامات المجاهدين على ايديهم على قدم وساق أمر شرعي ومطلوب ،فهل يمكن ان نعتذر للمقدسي في تمثيله للمخابرات الاردنية في الحرب القائمة ضد الاسلام
وهل يمكن أن نضم الى سجله المخزي ماضيه مع الشيخ الزرقاوي وفتاويه التي مثلت حربا ضد الطائفة المجاهدة مع الشيخ أبو مصعب وضد الدولة الاسلامية في العراق وكذلك حربه لمن يمثلون المنهج على المنتديات ،هل كان كل هذا تحت اذن المخابرات ،وهل يجوز الاعتذار في حقه تحت دعوى الاكراه ،هذا في الحقيقة من أسفه الكلام وأحطه فلا يقبل في حقه أي نوع من الاكراه فالكفر ينقسم الى نوعين كفر لازم وكفر متعدي واللازم يقبل الاكراه في حق الشخص العادي والمتعدي كالولاء والتشريع لا يقبل في حق الفرد العادي ولا العالم وكلا اللازم والمتعدي في حق العالم يعتبر متعدي لأنه القائم بالبيان المنتصب للسنة ولا يجوز في حقه ،وكذلك يقبل الاكراه في الكفر العارض كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمار ان عادوا فعد مع اطمئنان القلب بالإيمان ، أما مع الكفر القائم المستمر فلا يجوز فيه الاكراه وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشرك بالله وان قتلت أوحرقت )وهنا يقول المقدسي إنه وصل الى مرحلة لا يستطيع فيها التوقف نسأل الله الثبات على الحق
الجانب الثاني : أما اذا كان ما كتبه المقدسي راجع الى ما استطاع ان يكتبه من خلال النافذة التي فتحت له لمعرفة الاحداث والادلاء فيها برأيه ومن هنا فهي حرب صريحة ضد الله ورسوله ودينه والطائفة الظاهرة ومشروع الأمة لصالح المشروع العلماني وهو أسوء
الجانب الثالث :أضف الى ذلك سواء المقدسي أو الظواهري أو أبو قتادة فكلهم لا صلة لهم بالواقع في الشام ولا سلطة لهم عليه إنما يستغلون استغلالا لحرب الدولة فان هؤلاء يبحرون في بحار الوهم ويسبحون في فضاء الاحلام في محاولة لاستنبات بذور في الهواء او الحرث في الماء فلا نجد لهم علاقة بالواقع أصلا من حيث من يظنون أنهم يمثلونهم على الارض ،أما واقع الدولة فلهم أثر عليه فهم يمارسون سياسة التشويه والحرب ضد الطائفة الظاهرة مستغلين في ذلك انهم كتبوا يوما في الله او جاهدوا يوما في سبيله ، ومن ثم يكون لهم الحق كل الحق في حرب الله وحرب دينه ولا شيء يؤثر في قدسيتهم لأنه اجتهاد او راجع للسياسة الشرعية ،وها قد وجدنا مجموعة ممن يحبون ممارسة تقديم الطقوس لغير الله وعبودية الرجال يدافعون عنهم دفاع المستميت فقد دخلوا دائرة تقديسهم وتبجيلهم وأن ما يصدر عنهم حق ولا يجوز توجيه النصح أو اللوم لهم كما قال خزعبلة بن مجهلة الدليمي مخاطبا الظواهري والله اني استحي أن أنظر في وجهك يا رفيق أسامة ) دائرة لا يستطيعون الخروج منها ومصرون على بقائهم فيها ويرفضون أي محاولة للخروج من داخل تلك الدائرة المهينة بل من يبين لهم حقيقته يتهمونه ويحشدون التهم على غلوه وانحرافه ، ومن ثم نجد العلاقة بينهم علاقة وثيقة لا يمكن الخروج منها فهم ينتظرون منهم كلمة ولو كانت كاذبة ليعطوهم التبجيل والوقار ،
الجانب الرابع : فنجد انفسنا أمام أمرين كلاهما يدعم الآخر في ظل الحرب المتصلة على دولة الاسلام حرب من الجانب الاعلامي وحرب على الارض من خلال تشكيلات مختلفة سواء كانت على الاعلام أو على الارض لاختراق الصف ولوقف زحف الدولة للتقدم لمشروع حياة الامة مشروع الخلافة حيث تعبيد الارض كل الارض لله، فلم يعد الأمر مقتصرا على الظواهري في التلون في خطابه من الشدة الى اللين بل نفس الأمر مع المقدسي فقد تبرأ من ثوب ارتداه حربا للحق وكأنه ما دعا الى عدم شرعيتها والخروج من طاعتها وقتالها لتحقيق المشروع العلماني ، وها هو يبدي انه لا يملك أمر نفسه ثم تأتي مبادرة المقدسي في الوقت الذي دخلت فيه قاعدة الظواهري مع تحالفات أخرى فذابت في هذا الكيان الجديد كيان محارب لله ورسوله في مقابل عندما ذابت القاعدة في كيان الدولة في العراق لتحقيق الاسلام ومشروع الخلافة ضدان لا يجتمعان ، فقد أعلن في دير الزور عن تشكيل "مجلس شورى المجاهدين"أعلنت اليوم كبرى الفصائل المقاتلة بدير الزور من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وجيش مؤتة الإسلامية وجيش أهل السنة والجماعة وجيش الإخلاص وجبهة الأصالة والتنمية وجبهة الجهاد والبناء وجيش القعقاع وكتيبة المهاجرين والأنصار وبيارق الشعيطات وجيش مؤتة الإسلامي ولواء القادسية عن تشكيلها معا مجلس شورى المجاهدين الذي أكد في بيان تأسيسه أن الهدف منه هو قتال النظام و الدولة الإسلامية في العراق والشام " والملفت للنظر في هذا البيان أن :
1- جبهة النصرة هي إحدى المؤسسين لهذا الكيان الجديد، وفيه تضارب صارخ مع كلام الشيخ الظواهري وعصيان لأمره بإيقاف القتال فوراً مع الدولة الإسلامية ومع كل المبادرات والمحاكم التي نودي بها ومخالف لكلام المقدسي وابو قتادة ونزيل لندن وكندا
2- هناك عدّة فصائل تابعة للجبهة الإسلامية وقّعت على بيان التأسيس كفصائل وليس كجبهة إسلامية، وهذا إن دل فإنما يدل على تشرذم الجبهة الإسلامية وعدم قدرتها على ضبط الفصائل المندرجة تحتها وتوحيدها تحت قيادة واحدة.
على العموم؛ يبدو أن النظام النصيري لم يكن يُشكل في الماضي خطراً على هذه الفصائل ولم يستدع ذلك توحّدهم لقتاله؛ وباتت صورة توحّد الفصائل تظهر في كل سوريا فقط تحت شعار "قتال الدولة
الجانب الخامس: وهذا مما يؤكد لنا ان كلام الظواهري والمقدسي وغيرهم لا واقع له فالحرب عالمية ضد الاسلام ، وهؤلاء بالرغم من انهم لا صلة لهم بالواقع ولا سيطرة لهم عليه ولا لهم كلمة عليه الا انهم يحشرون انفسهم حشرا في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل حقيقتها تطفل على مشروع عالمي ضد الاسلام أحبوا ان يلعبوا دورا خسيسا فيه بعد ان كانوا سادة في مقدمة الركب ،وبالنسبة لفارسنا المقدسي فتاريخه منذ قيام الجهاد في العراق تاريخ ملطخ بالعار وها هو مسلسل العار يستمر معه فيلاحق الدولة في الشام ولم يترك صغيرة ولا كبيرة الا جعلها حربا على الاسلام وها هي مبادرته المزعومة التي تمثل حربا على الدولة يقدمها بعد التمهيد لها ببكائيته على الاطلال انه مسجون ولا يملك من امره شيئا
يقول المقدسي (وعليه فنحن نعلن هنا أن تنظيم الدولة في العراق والشام؛ تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين، ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين، ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام، وقد تسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين .. إلى غير ذلك من انحرافاته الموثقة . كما أننا ندعو كافة المجاهدين إلى تبني هذا البيان، وإعلان الإنحياز إليه نصرة للحق وأهله، وندعو أفراد تنظيم الدولة إلى تركها والإنحياز إلى جبهة النصرة ومبايعة قاداتها، هذا ما نفتيهم به ونحثهم عليه ونختاره لهم، كما أننا ندعو كافة المواقع الإسلامية الجهادية وغيرها ممن يهمهم أمر المسلمين وجهادهم، أن ينشروا هذا البيان، وأن ينصروه، وأن يمتنعوا عن نشر إصدارات تنظيم الدولة وخطاباتها وكتاباتها. فهذا البيان هو بمثابة سحب الغطاء الشرعي عن هذا التنظيم العاق لقيادته، وهو بمثابة إعلان للبراءة من نهجه المغالي وسفكه للدماء المعصومة، المشوه للجهاد والمجاهدين، والضال عن سبيل الله لانحرافاته وبغيه وإمتناعه عن حكم اللهوبإنحرافاته وصده عن التحاكم، ورفضه لجيمع المبادرات)
يقول عن الدولة نهجها الغالي وهو في كلامه يقول انه لم يقل عن الدولة أنها من الخوارج وهذا كلامه يكذبه بالإضافة الى لصق كل التهم بها وانها تستحل الدم الحرام وهو موثق وأنها لا تحترم ولا تسمع كلام القادة ويشوهون الجهاد وهم سبب في ظهور الصحوات وكل هذا فهو عالمنا وشيخنا الذي تربينا على كتبه ، هذا الشطط في القول الذي لا يتناسب مع حقيقته وحقيقة ما يدعوا اليه ولا حقيقة استبانة السبل سبيل المجرمين وسبيل المؤمنين
وجزاكم الله كل خير