تأملات في خطابات العدناني
سادتي أهل الحق والجهاد لم أقصد إلا النصيحة في ظل معركة غير مسبوقة من التشوية والتضليل والتكفير لكم وفي ظل نصائح ومبادرات من رموز لم تجتمع من قبل إلا لعداوة الدولة كلها تحمل عداوة وحربا ومشروعا تخريبيا ضدكم ،قد اجتمعت الأمم والاقلام والرؤوس والرموز والفرق والعداوات كلها تندفع ناحيتكم لتصيب منكم مقتلا والله غالب على أمره ،وأعرف أنكم ثابتون صامدون مثابرون صابرون تدفعون كل ذلك بفعالكم الطيبة وبسيوفكم البتارة .
وفي ظل انتصارات في العراق نشعر معها بالعزة عزة الاسلام تعود بنا الى امام المجاهدين الزرقاوي ،نريد نفس الحسم في جبهة الشام حتى تستقيم الوجهة ، هذا البيان أقدمه بين أيديكم من باب النصح لسادة استحقوا أن يعلو فوق كل الأمم وتتصاغر أمامهم كل الدول والجماعات والهمم والعزائم ، مشروعكم مشروع الطائفة الظاهرة هو مشروع الأمة والطريق إلى الخلافة العالمية حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، مشروع بهذه الأهمية يستحق أن نتناصح لنحافظ عليه مشروع يمثل أمل الأسارى والثكالى والشهداء والمستضعفين والمسلمين المعذبين في كل مكان مشروع البشرية الخاضعة تحت حكم الطواغيت ومن ثم لزاما على أهل العلم وكل فرد وصاحب قلم صادق ومجاهد أن يشارك في المسيرة لتحقيق كلمة التوحيد، وليمضوا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فالأمة صاحبة المشروع والطائفة هي الكتيبة المتقدمة وكلاهما واجب عليه أن يقيم الآخر ليقوم بدوره اذا فقد أحدهما الآخر ، فاذا اختفى دور الامة تتقدم الطائفة لتصنع الامة ،واذا لم توجد الطائفة على الأمة أن توجدها لتشارك ككتيبة متقدمة في تحقيق دورها من جديد في ظل صراع عالمي لا يمكن تجنبه ولا الذهاب بعيدا عنه في أي مكان ولا في أي زمان، صراع مجاله كل الزمان والمكان بل صراع يقوم عليه الزمان والمكان والحياة بجملتها ،صراع فرض على كل فرد المشاركة في دفع الصيال كما على كل فرد أن يعبد الله وحده يقول تعالى ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) فلا رخصة هنا لأحد فقد صار فرض عين ، كما أن مع الصيال ينفي الرخصة فلا توجد السياسة الشرعية في التعامل انما الحسم من غير رخصة والجد من غير تميع المتمثل في اطلاق الأحكام والقتال ،وذلك بعكس الفرد أو الطائفة اذا كانت تحت قدرة الدولة المسلمة فيعمل بالرخصة من خلال السياسة الشرعية ،فالتعامل مع الفرد او الجماعة المقدور عليها من خلال قاعدة (ألا تزروا وازرة وزر أخرى ) أما في الجهاد ودفع الصيال لا تعمل هذه القاعدة بل لا بد من دخول قواعد أخرى كعدم تكليف ما لا يطاق أو عدم إدخال حرج على المكلف ،ومن هنا يكون حكم الردء حكم المباشر حكما واحدا ، فلا يطالب المجاهد أن يتعامل مع كل فرد على حده، بل التعامل مع الكل بالقتال وفي السنة الكثير مما يؤكد هذه القواعد كالجيش الذي جاء يغزو الكعبة وتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود فعامل الكل معاملة واحدة حيث حكم الردء حكم المباشر.
فقضية الألوهية والعبودية وما بينهما من علاقات هي قضية العقيدة القضية الأولى والأساسية والكبرى والأصل الذي ينبغي ان يقوم عليه الوجود ، قضية الألوهية تتحقق من خلال قضايا الصراع في صورتها الشرعية والكونية بصلاح الكون والحياة القائمة على الحب والبغض والولاء والعداء والحرب والسلم ، فالابتعاد عن قضايا الصراع هي ابتعاد عن قضية العقيدة وقضية الألوهية والعبودية والابتعاد عن احياء الأمة والعالم ،وابطال دور الطائفة الظاهرة ككتيبة متقدمة في الصراع وابطال دور الأمة ومشروعها فبدلا من تجييش الأمة وتوظيفها في قضايا الصراع لتحقيق عقيدتها ومشروعها الاسلامي يتم تحييدها واخراجها من الصراع وتسليم مقدراتها للأعداء ليقضوا عليها وليقيموا مشروعهم على أنقاض مشروعها ، ومن ثم أي مشروع يقف عائقا أمام هذا الصراع المتمثل في المد الجهادي يكون باطلا وأي منهج يبدل قضايا الصراع سواء منهجا سلميا أو منهجا تجميعيا يبطل قضايا الصراع ويذيبها من خلال الجمع بين المسلم والمشرك في سلة واحدة، والدخول في العلمانية بدعوى تطبيق الاسلام ابطال للعقيدة وقضايا الصراع أو تلبيس في المفاهيم يلغم الموقف ويستره لا يكشفه ويبينه ، فهي تعمل على تذويب قضايا الصراع وقضايا الاسلام في الأرض والخداع والتلبيس في المفاهيم على الأمة فتتسع عقيدتها ومنهجها لدخول كل مشرك وهو ابطال للعقيدة وما يقوم عليها ،فالقضية لا تتعلق بطائفة ولا فرد ولا حتى أمة من الأمم أو جيل من الأجيال ،بل هي قضية الوجود كله، قضية عامة شاملة ثابتة تقوم على العمل بعبودية الله التي تتحقق من خلال قضايا الصراع ، كما أن قضايا الصراع لا تكتسب الشرعية الا من خلال قيامها على ألوهية وعبودية الله وحده، ومن خلال العقيدة أنطلق المد الاسلامي في الارض في أكبر فتوحات عرفها التاريخ الانساني في فترة زمنية قصيرة ، تسلمت مفاتيح الأرض بالاستقامة على الفهم الصافي من النبع الصافي والمنهج الصحيح ، ومن ثم أي غبش أو عائق لا بد من إزالته من الطريق حتى تنطلق المسيرة في الارض بدون عوائق .
وفي العصر الحاضر شهدنا زوال مجموعة من الطوائف الظاهرة التي لم تحقق شيئا مما حققته الجماعة الأولى ،فكان حري بنا أن نذكر أهل الحق بهذا، فحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم تستمر طويلا بالرغم من قيامها على الرشد في المفهوم والمنهج الصحيح بدخول عوامل أثرت على انطلاقتها من حب الدنيا وغيره فقضت عليها العلمانية ،كما أن محاولات اقامتها من جديد ظلت على عوج حتى استحالت علمانية تحارب الاسلام في كل مكان ،وها هي حركة الشيخ سيد قطب لم تستمر طويلا حتى لحقها الانحراف ثم تحولت الى حركة علمانية تساير الإخوان بعدما كانت الطائفة والكتيبة المتقدمة التي تذود عن الاسلام ،وها هي القاعدة بعدما تمددت واصبحت عالمية ولها فروعها العديدة في العالم الاسلامي انحرفت وصارت علمانية ، وفروعها في صمت مشارك في تلك المهزلة الشنيعة ،وها نحن امام دولة الاسلام التي تمثل الكتيبة المتقدمة في عصرنا الحاضر التي يجب عليها أن تستفيد من التجارب السابقة أسباب صعودها وانهيارها أي الخبرة التاريخية من التجارب التي سبقتها في الميدان، ولا ننكر الجهد العلمي الذي بذلته كل طائفة من تخليص العقيدة والمنهج مما علق بهما من دخن عبر زمن ،حتى تعتمد في حركتها على الوحي الخالص بيضاء نقية لا تجعل بينها وبين فهم الدِّين حائل يؤثر عليها من الأفراد أو الرأي المقدم على النص لأنه محض اتباع الهوى ،فأتباع الحق يدورون حيث دار الحق ،ومع التقصير تتقلب الأحوال ويحدث الانحراف عن سنن الحق فيدور الفرد أو الطائفة حول ما كان ينكره بالأمس ، فيختزل الكتاب والسنة – في الأفراد ،ومن ثم نجد أنفسنا أمام دورة جديدة من الانحراف العقيدي والمنهجي التي تمثل الباطل في شكل فرقة بديلا عن الطائفة الظاهرة.
وقد قامت الحجة على تلك الفرق قديما وحديثا من علماء الأمة في كل جيل ،والفرق الحديثة مع قيام الحجة عليها بوجود الطائفة الظاهرة باتت أكثر سوءا حيث تدعمها دول علمانية ونظم عالمية قائمة على حرب الاسلام ،فالبغضاء والعداوة والحرب وإلقاء الشبه والتهم والكذب ميراث يورث وينتقل بينهم ، والغدر مع أهل الحق يدور بينهم كغدر الجولاني وجنوده بالدير والرقة بقتل الموحدين وأسرهم ،وغدرهم في حلب مع ترددهم على مقرات الدولة وغدرهم مع الأعراب في خشام على قتل شرعيي الدولة .
فتنظيم الظواهري ورأس حربته في الشام الذي تمدد إلى أرض العراق شارك تلك الفرق المرتدة في حرب الاسلام فأصبح الكتيبة المتقدمة في حرب الدولة ،وهذا النموذج الخائن يريد الظواهري تعميمه بحيث يشمل الفروع الأخرى الذي بات يحمل مضامينا أوسع من الفروع الأخرى ومنها حماية الفرق العلمانية بكل وجوهها والشيعة والنظام العالمي والتحالف معهم حول حرب الاسلام وقد تكون أخيرا جيش المرابطين الذين هم نواة لقاعدة العراق الجديدة، وقد أعلن عن هذا الجيش مند عدة أشهر دون ذكر أسماء الفصائل المنضوية تحت لوائه ،ويقال أن صحوات (أنصار الإسلام ) وصحوات الجيش الإسلامى انخرطوا في هذا الكيان وبايعوا حكيم الصحوات، اما الفروع الأخرى فمنها من يقاتل الوجه الصريح من العلمانية ومنها من لا يقاتلها وكلها تسالم الوجه العلماني الاسلامي وتدعمه كما يحدث في ليبيا الآن وتونس ومصر ، ومن ثم فلا تختلف الفرق التي اخترقت الصف في افغانستان ولم تطبق شيئا من شرع الله وصارت حربا على المجاهدين ،عن الفرق التي حاربت حركة شباب المجاهدين في الصومال على الاسلام كحكومة شريف احمد ولا تختلف عن فرقة حماس في قتالها للحركة الجهادية في فلسطين ،ولا تختلف عن الفرقة التي ضربت الدولة في العراق ومع سيل الفتوحات الربانية في العراق على الدولة أن تأخذ حذرها من تلك الفرق وهو نفس الدور الذي تمارسه فرقة الظواهري ومن معها في حرب واختراق الدولة ، ولو اعتبرنا بما حدث من قبل وفق السنن الشرعية والكونية لما ذقنا المرار من اختراقهم للدولة في العراق ،ولو انطلقنا حتى من واقع خبرة العراق لما تأخرنا في المواجهة في الشام ، فلا يستقيم في القواعد أن نرى ان لكل مكان تجربته الخاصة به التي لا تشترك مع غيرها في الاصول والقواعد العامة انما تختلف في أمور جديدة حادثة تقبل الاجتهاد ،ومن هنا وبالرغم من أن الدولة واجهت اختراق الجولاني للدولة بإعلان الدولة الاسلامية على العراق والشام فحسمت أمر الافتراق قبل أن يستفحل ،وكنا نتمنى ان تتواصل مراحل الحسم في دحض محاولات الاختراق المستمرة الملازمة للعداوة المستمرة ، من خلال فقه الواقع الملازم للحكم الشرعي ،فالموقف الشرعي الواضح يدفعنا للمضي في الطريق اما عدم الوضوح والحسم يؤخر المشروع الجهادي ويؤخر المسيرة ويفتح أبوابا من الاختراق لا بد من سدها حتى ولو كانت بسيطة لأن ثمنها الكثير من دماء المجاهدين فالاختراق أو عدم الحسم وبال من كل ناحية ، كما أنه ليس من الحسم اعتبار الرموز التي تشن حربا على الدولة وعدم وصفها بما يليق بها من أوصاف شرعية على أنها طواغيت تحارب مشروع الاسلام والعدول عنها الى أوصاف أخرى غير شرعية لا يجوز من باب عدم ادخال الرخصة فيما لا رخصة فيه ،وكذلك الحسم في ردة تلك الفرق لأنها تقاتل معا عبر مشروع واحد وهو المشروع العلماني العالمي ،وكذلك عدم اعتبار الجهل والتأويل في الشرك الأكبر وذلك للحفاظ على عموم القواعد وثباتها وعملها التي وضعت من أجله وعدم هدم التوحيد وهو من باب ادخال الرخصة فيما لا رخصة فيه ،فمع هدم التوحيد لا يبقى أمام تلك الفرق إلا أن تعطي الشرعية للعلمانية ومن ورائها النظام العالمي.
بالنسبة للإخوان :
يقول الشيخ العدناني "قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر) وهذا النسيء الإخواني هو زيادة في الكفر, وليس هو أصل الكفر, إذ أن أصل الكفر كما أوضحنا هو: نسبتهم الحكم والتشريع لغير رب العالمين, ثم جعل أنفسهم حكاماً ومشرعين فشابهوا أحبار ورهبان اليهود الذين اتخذوا أرباباً من دون الله, إن هؤلاء الأحبار والرهبان الجدد الذين تسموا باسم الإسلام وتزيوا بزيه من لحىً وعمائم وقمص قد باعوا الدين رخيصاً واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فجعلوا ينادون جهاراً بتأخير تحريم الربا وبيع الخمور وفرض الحجاب, هذا بالإضافة إلى ما كانوا يدعون له ومنذ أعوام طوال من تأخير الجهاد في سبيل الله بل من تأخير فريضة إعلان البراءة الواجبة من الشرك والمشركين بدعوى أن هذا ينافي المصلحة الراجحة ويستعجل الصدام المسلح فهل أجدى ذلك نفعاً في تأخير الصدام المسلح؟ أم أن العسكر الآن قد بدأ هو وبادر إلى رفع السلاح واستخدام القوة رغم كل ما قدمه أولئك من انبطاح وتنازلات مستمرة غير متناهية, إن هؤلاء الأحبار والرهبان الجدد قد أكلوا أموال الناس بالباطل وصدوا عن سبيل الله فكل الأموال التي أنفقوها وأنفقت عليهم لترويج حملاتهم الانتخابية وإنشاء مؤتمراتهم التعريفية هي من باب أكل أموال الناس بالباطل, ثم إنهم صدوا عن سبيل الله كثيراً وقد قال أحد سادتهم وكبرائهم نصاً: إننا سنقف في وجه كل من يسعى لتطبيق الشريعة في مصر مباشرة. ويقصد بمباشرة: أي: من غير أن يمر عبر القنوات الديمقراطية المرسومة من قبل الأسياد, ولا حول ولا قوة إلا بالله"
يتضح لنا ردة الاخوان وأن رموزهم طواغيت وهذا الحسم الشرعي هو المطلوب.
أما بالنسبة لقاعدة الظواهري:
يقول أبو محمد العدناني(إن الخلاف بين الدولة والقاعدة ليس على قتل فلان، أو على بيعة فلان ليس الخلاف معهم على قتال صحوات أيدوا ما عليه سابقًا في العراق، ولكن القضية قضية دين اعوج، ومنهج انحرف، منهج استبدل بالصدع بملة إبراهيم، وبالكفر بالطاغوت، وبالبراءة من أتباعه وجهادهم: منهجًا يؤمن بالسلمية، ويجري خلف الأكثرية، منهجًا يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد، ويستبدل بألفاظه الثورة، والشعبية، والانتفاضة، والنضال، والكفاح، والجماهيرية، والدعوية، وأن الرافضة المشركين الأنجاس: فيهم أقوال، وهم موطن دعوة لا قتال!. لقد أصبحت القاعدة تجري خلف ركب الأكثرية، وتسمّيهم الأمة؛ فتداهنهم على حساب الدين، وأصبح طاغوت الإخوان، المحارب للمجاهدين، الحاكم بغير شريعة الرحمن: يُدعى له، ويُترفَّق به، ويُوصف بأنه أمل الأمة، وبطل من أبطالها، ولا ندري عن أي أمة يتحدثون!، وأي حصاد مر يرجون!، وأصبح النصارى المحاربون، وأهل الأوثان من الهندوس والسيخ وغيرهم: شركاء الوطن؛ يجب العيش فيه معهم بسلام واستقرار ودعَة، كلا والله!، ما كان هذا منهج الدولة يومًا ولن يكون!، لا يمكن للدولة أن تسير مع الناس: إن أحسنوا أحسنت، وإن أساؤوا أساءت، وسيبقى منهج الدولة: الكفر بالطاغوت، وإعلان البراءة منه ومن أهله، وجهادهم بالسيف والسنان، والحجة والبرهان، فمَن وافقها: رحّبت به، ومَن خالفها: فلن تلقي له بالاً حتى ولو سمى نفسه بالأمة، وحتى لو بقيت وحدها في فسطاط، والعالم في فسطاط آخر. وندعوكَ ثانياً لتصحيح منهجك بأن تصدعَ بتكفير الروافض المشركين الأنجاس وتصدع بردّة الجيش المصري والباكستاني والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وأنصارهم، واستبدال نعتهم بالمتأمركين وغيرها من النعوت، وتُسمّيهم بما سمّاهم به ربّ العالمين: بالطواغيت والكفّار والمرتدّين، وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك: الحكم الفاسد، والدستور الباطل والعسكر المتأمركين. كفاك حتّى لا تؤدي إلى ضلالٍ كبيرٍ وفسادٍ عريض كما أوصانا وحذّرنا الزرقاويّ والليبيّ أمراء القاعدة رحمهما الله، وأن تدعوَ المسلمين لجهاد وقتال أولئك كلّهم دعوةً صريحة بنبذ الألفاظ والمصطلحات الدخيلة على المجاهدين كالمقاومة الشعبية والانتفاضة الجماهيرية والحركة الدعوية والشعب والجماهير والكفاح والنضال وغيرها.. بألفاظ الجهاد الشرعية الواضحة، والدعوة الصريحة لحمل السلاح ونبذ السلميّة وخصوصاً في مصر لقتال جيش الردّة، جيش السيسي فرعون مصر الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردّته وكفاكَ تلبيساً على المسلمين، نعَم.. مرسي المرتدّ الطاغوت الذي خرجَ بنفسه على رأس جيشه إلى سيناء، لا لحرب اليهود، بل لحرب المجاهدين الموحّدين هناك، فدكَّ بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوتَ المسلمين، نعَم.. ذلك الطاغوت الذي من شدّة حقده على المجاهدين الموحّدين عيّن قاضياً نصرانياً صليبياً ليحكم على مَن أُسِرَ منهم، وطبعاً جاء الحُكم بالإعدام، فوقّع عليه ذلك المرتدّ الطاغوت ليشفي غليله منهم، فعلامَ لم تُنكِر عليه، ولم تدعُ للقصاص منه؟! بل صوّرتَهُ مظلوماً وترفّقْتَ بِه، ودعوتَ له! أم أنّك راضٍ عن فعلهِ ودستورهِ الذي حكمَ به؟ وما سفكَه من دماء المجاهدين المرابطين الموحّدين في سيناء، ولا نحسبُكَ كذلك. فبَيِّنْ فقد خسرتَ رأسَ المال ولم تربَح!فهيّا توكَّلْ على الله واتّخِذْ هذا القرار، ولا تُضيّع إرثَ أُسامة، فما دعوناكَ إلاّ لأمورٍ شرعية، بل واجبةٍ عليك.)
قلت (ومن هنا نحن بين عقيدتين ومنهجين منهج الصدع بتكفير الطاغوت وحربه وبين منهج لا يكفر بالطاغوت ولا يحاربه وحديثنا عن علماء وأمراء يتقلدون مسؤولية الحركة الجهادية يؤصلون لها على الارض ومن هنا لا عذر لأحد في حرب الاسلام بولاء غير الله بل هي الخيانة والجريمة والحرب للإسلام يتضاعف الجرم والولاء في غير الله بحيث يصل الى أعلى مناط له عند الظواهري أما مع الرموز التابعة له فكل بحظه من الجرم والخيانة فاذا كان في البدع الغير مكفرة رأى بعض العلماء كفر الداعية مع تفسيق المدعوين فكيف في المكفرة.
ثم يقول (إن القاعدة اليوم: لم تعد قاعدة الجهاد؛ فليست بقاعدة الجهاد: مَن يمدحها الأراذل، ويغازلها الطغاة، ويناغيها المنحرفون والضالّون. ليست بقاعدة الجهاد مَن يتخندق بصفها الصحوات والعلمانيون، الذين كانوا بالأمس ضدها، فيرضون عنها اليوم، ويقتلون المجاهدين بفتاويها. إن القاعدة اليوم؛ لم تعد قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله. )
قلت (ومن هنا فهي المتقلدة لزمام الفتوى وهل هناك من يتقلد الفتوى مثل الظواهري والمقدسي وأبو قتادة والسباعي والقنيبي وغيرهم الكثير فاذا كان من يساعدهم في حربهم ولو بالتافه من الأمور كبري قلم أو غيره هو منهم كمن قدم لغير الله ذبابة فما بالنا بمن يؤصل لهم في حرب الله ورسوله والكل مشترك في هذا وعلى رأسهم الظواهري وهل هناك حصانة لأحد تمنعه من الكفر ، ومن ثم التحالف القائم بين جبهة الجولاني أو الظواهري مع الصحوات والعلمانيين في حرب المجاهدين بفتاويها، وحربهم الدولة هو ولاء في غير الله مقطوع به ،ومن ثم هي تقاتل مرتين مرة بفتاويها ومرة بالحرب على الارض ،ومن ثم أليس هذا كفرا أضافوه الى كفرهم ومن هنا لا شك أصبحت معولا من معاول الهدم لمشروع الاسلام والخلافة في الأرض أليس هذا مناط مكفر)
ثم يقول ( يا رب؛ سلهم: لماذا لم يشنّعوا على قتلَة الموحدين في سيناء؟!، لماذا لا يحرّضون الناس على قتالهم؟!، وعلامَ يمدحون طاغوتهم ويدعون له؟!. يا رب؛ إن هؤلاء لا يفرّقون بين المجاهدين والصحوات وقطّاع الطرق والمجرمين، جمعوهم جميعًا وسمّوهم الأمة، ونعتوهم بالمجاهدين، وباركوهم ودعموهم وأيدوهم، فأخّروا الجهاد عشرات السنين.)
قلت ( فمدح الطاغوت في حد ذاته جريمة بعض العلماء قال بكفر فاعلها فاذا أضيف اليها حربه للمسلمين فالأمر أشد ،وهذا من مقتضيات المنهج التجميعي الذى اتبعته قاعدة الظواهري التي تجمع بين الاسلام والكفر وبين المسلم والكافر كلهم في مظاهرة المرتدين على المسلمين )
ثم يقول (وقالَ الشيخ أبو مصعب الزرقاويّ رحمه الله عن منهج الديمقراطية وأهله:"فلهذه الدواعي وغيرها؛ أعلَنّا الحربَ اللّدود على هذا المنهج الخبيث، وبينّا حكم أصحاب هذه العقيدة الباطلة، والطريقة الخاسرة. فكلُّ من يسعى في قيام هذا المنهج بالمعونة والمساعدة فهو مُتَوَلٍّ لهُ ولأهله، وحُكمُهُ كحُكم الداعين إليه والمظاهرين له. والمرشَّحون للانتخابات هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخبون لهم قد اتّخذوهم أرباباً وشركاء من دون الله، وحُكمُهُم في دينِ الله: الكفرُ والخروجُ عن الإسلام."
قلت (ومن المعلوم أن قاعدة الظواهري شاركت في الانتخابات في مصر وغيرها ودعت إليها وحسنتها ،وقاعدة الشام مع مشاركتها للفرق الأخرى في حرب الاسلام لتحقيق مشروعها العلماني الذي يقيم المحاكم الوضعية في المناطق التي يحكمها هو أشد خطرا على الدولة من الاخوان لأن أمرها ملتبس على الكثير مع زوال هذا الالتباس بالنسبة للإخوان ،ومن ثم فقد ارتكبت ما ارتكبه الاخوان وساندتها وناصرتها على دخول البرلمان الشركي بدعوى تطبيق الشريعة وكذلك شاركتها في حرب الموحدين مع الفرق الأخرى والنظم المعادية للإسلام وشاركتها السلمية فكانت القاعدة في مصر مع الاخوان ضحية على مذابح الطاغية فضلا عن كونها باتت الكتيبة المتقدمة في الصراع ضد الاسلام في الشام.
ومن ثم لو أعدنا تفكيك خطاب الشيخ العدناني واعادة تركيبه من جديد لوجدنا حقيقة مؤداها أن الاخوان علمانيين وقادتها طواغيت وانها منظمة محاربة للإسلام ،ومن ثم كان القطع في بيانها والحكم عليها باعتبارها ممن أتت بكفر مغلظ حيث التأويل كفر وعدم تطبيقهم لشرع الله كفر فيكون كفرا أضافوه الى كفرهم وهو مما يغلظه وفرقة الظواهري لا تحكم بشرع الله ولاتوالي في الله ومن ثم فهي علمانية وقادتها طواغيت بناء على التشابه في المناط الذي يوجب الاتفاق في الحكم ،والتي تمثل حربا عالمية ضد الاسلام كالإخوان ، ومن ثم لما الاختلاف في الحكم مع ان المناط واحد والحكم ينبغي ان يكون واحدا ولا يعني ذلك رغبتنا في تكفير أحد إنما هو الحسم في المواجهة الذي يقتضيه دفع الصائل لتحقيق مشروع الإسلام ، ومجرد اللوم على الظواهري وإعطائه الشرعية مع بيان كونه أميرا حتى مع بيان انحرافه العقدي والمنهجي ،والنصح له باستخدام مصطلحات شرعية بدلا من المصطلحات الغير شرعية وانه لا بد من خروجه من الخلل العقيدي والمنهجي الذي أدى به الى موالاة الاخوان واعطائهم الشرعية حتى يعود الى ما كان عليه من عقيدة ومنهج القاعدة الأم ،هو وقوع منا أيضا في مصطلحات غير شرعية كنفس المنحى الذي نحاه الظواهري.
ومن هنا نجد نفس وضع الاخوان هو وضع جبهة الظواهري ونفس المآخذ التي أخذت على قاعدة الظواهري في النظر الى الاخوان هي نفسها التي تطل علينا من خلال تعامل الدولة مع الظواهري وقاعدته بل اتسع الأمر ليشمل بعض الفرق الموجودة في الشام ، فاذا كان تأخر المشروع الجهادي في الشام نحو تحقيق الخلافة راجعا الى الفرق وقاعدة الظواهري من ناحية ، فالتأخير نابع من ناحية أخرى وهي عدم الحسم مع هذه الجماعات والفرق من داخل الدولة في الشام من ناحية أخرى ،كما أن عدم بيان حقيقة تلك الرموز يعطي للكثير الحق في اضفاء الشرعية عليهم واتهام من يتحدث عنهم بعدم الشرعية بالغلو وهو أمر واقع لا سبيل لجحده.
كما أن فروع القاعدة الاخرى التي لم تعلن موقفها من الحق يعني ولاؤها للظواهري ومن معه في قتالهم للدولة وهو موقف نابع من الخلل الفكري والمنهجي واذا كانت هذه الفروع تقاتل العلمانية كجزء من النظام العالمي لتحقيق الاسلام او تقاتل النظام العالمي فهي تقاتله من وجه وتواليه من وجه آخر من خلال ولائهم للظواهري وقاعدته في الشام ورموزه القائمين على تخريب العمل الجهادي ،ومن ثم التناقض موجود بين القاعدة وفروعها ،بعكس الدولة التي تمثل الاستقامة على ولاء الله ورسوله ومن ثم نطالب بالحسم لاستقامة المسيرة ،فاذا كان الاخوان يعطون شرعية الحكم والوضع للنظم العلمانية فالظواهري يعطي لعلمانية الاخوان شرعية الحكم والوضع ويسلبونها عن اهل الحق ويبكي الظواهري على اتباعه ولا يبكي على اتباع الحق، ويدعوا لمرسي ومن على شاكلته ويتهم البغدادي ومن معه بشتى التهم الباطلة من ثم فالحسم معهم واجب شرعي لنقطع على اهل الباطل السبل ولنقف امامهم في كل وادي ونحسم المسائل التي يلبسون بها حتى ينضم اهل الحق للحق الخالص واهل الباطل لباطلهم ،فالأمر أمر حرب وصراع عالمي في حرب مفتوحة لا حرب محدودة وصراع محدود وداخلي وعليه يجب تحديد نوع القتال بلا فصل بين القادة والجند وبلا اعتبار لجهالة حال القادة المرتدين بالنسبة للجند بل يقاتلون جميعا قتال مرتدين لا بغاة باعتبار قتالهم تحت الراية العمية.
وجزاكم الله كل خير